قد يعجبك

هل أنت راضٍ عن الله ؟! وما هي علامات رضا الله عليك؟

هل أنت راضٍ عن الله ؟!
وما هي علامات رضا الله عليك؟

هل أنت راضٍ عن الله ؟! وما هي علامات رضا الله عليك؟


بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين، خلق الإنسان وكرّمه، وفطره على الخير وقوّمه، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة المربين، المبعوث رحمة للعالمين...

أما بعد..

تعريف رضا الله عن العبد:-

فرضا الله جل في علاه عن العبد يكون من خلال توفيق العبد لاتباع شرع الله بتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه. 

تعريف رضا العبد عن الله:-

وأما رضا العبد عن الله فيكون من خلال تقبّله لقضاء الله تعالى وقدره وعدم السخط والإعتراض عليه، والتسليم له وحده، والتوكل عليه في كل ما أهمّه، حسن الظن به.

كيف ترضى عن الله !؟

الرضا عن الله سبحانه وتعالى ليس كلامًا يُقال، ولا ترديدًا لذكر من الأذكار المأثورة عن النبي صل الله عليه وسلم، بل هو عمل قلبي من الدرجة الأولى يتبعه عمل بالجوارح تصديقًا لرضى هذا القلب.

ويكون الرضا عن الله بأمرين 

أولهما :- 

الرضا عن أقدار الله وقضاءه.

وحكمهما واجب شرعًا لقول الرسول صل الله عليه وسلم في حديثه الشريف مع جبريل حين سأله عن الإيمان، فقال :- ( فما الإيمانُ ؟ قال : الإيمانُ أن تُؤمِنَ باللهِ وملائكتِه وكتبِه ورسلِه والجنَّةِ والنَّارِ والقدرِ خيرِه وشرِّه حلوِه ومرِّه من اللهِ . قال : فإذا فعَلْتُ ذلك فأنا مؤمنٌ . قال : نَعَم ).

والرضا من معاني الإيمان والسخط يطعن في الإيمان فكان الرضا لازمّا من لوازمه.

وهناك أيضًا حديث العباس - رضي الله عنه – عن الرسول صل الله عليه وسلم أنه قال : ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا ).

وثانيهما :- 

الرضا عن شرع الله وأحكامه في الأرض

فأوامر الله ونواهيه التي أنزلها على رسوله أحق أن تتبع وأحق يُحكم بيها ف أرض الله، ورضا العبد عن شرع يمكنه من فعل ذلك على نفسه أوّلًا وعلى أهل بيته ثانيًا ثم الناس المحيطين به.

والرضا هنا لا يكون معناه إن اقتنعت سوف أفعل، لا بالعكس الرضا ليس معناه الاقتناع بل الإنصياع لأمر الله ورسوله حتى لو لم نفهم الحكمة من وراء ذلك فذلك حق الإيمان.

ما هي علامات رضا العبد عن الله ؟

  1. استقبال الإبتلاء بالطمأنينة والسكينة :- فإلابتلاء هو نزول البلوى على العبد وامتحانه بما يكره  ليختبر الله صبره وشكره.

ولنا في رسول الله صل الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد صبر كثيرًا وابتلي كثيرًا وهو نبي الله والله قادر على نصره وعزته ولكنها سنة الله في الكون، فقد قال النبي صل الله عليه وسلم : ( أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ). أخرجه الإمام أحمد وغيره، وصححه الألباني. 

  1. موافقة الله في قدره وإلتماس رضاه :- أي الرضا عن كل قدر الله والبحث عن رضاه عنا في كل فعل وقول، 

عن شداد بن أوس -رضي الله عنه- قال: (فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يقولُ: إنَّ اللهَ تعالى يقولُ: إنِّي إذا ابتليتُ عبدًا من عبادي مؤمنًا، فحمدني على ما ابْتَلَيْتُه، فإنه يقومُ من مَضجعِه ذلك كيوم ولدتْهُ أمُّه من الخطايا، ويقولُ الربُّ عزَّ وجلَّ: أنا قيَّدتُ عبدي، وابتليتُه، فأجروا له كما كنتم تجرون له وهو صحيحٌ) 

  1. الإستغناء بالله وعدم سؤال الناس شيئًا:- فذلك هو حق التوكل على الله 

وفي حديث عمر رضي الله  قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: ( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً وتروح بطاناً  ) رواه الترمذي.

وعن سعيد بن المسيب أنه قال ( من استغنى بالله افتقر الناس إليه ).

وفي الآية الكريمة قول الله تعالى : ( أليس الله بكافٍ عبده ).

ما هي علامات رضا الله عن العبد ؟ 

  1. توفيقه لفعل الخيرات، واجتناب المحرمات، وهذا يدل عليه قول الله تعالى جل في علاه ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )، وقوله تعالى أيضًا ( والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم

أما إذا ابتعد العبد عن الطاعات واستساغ المنكرات وتتبع الشهوات فليحذر من أن يكون ذلك لعدم رضا الله عنه وسخطه عليه فقد قال الله تعالى : ( فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا كأنما يصعّد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ).

  1. أن يرزقه الله نفسًا لوامة تحاسبه كلما أخطأ وترجعه إلى الصواب فيسارع إلى التوبة وسؤال الله العفو والمغفرة، ففي قوله تعالى : ( إن الله يحب التوابين ).


  1. أن يقذف الله محبة هذا العبد في قلوب عباده الصالحين فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال : ( إذا أحب الله تعالى العبد، نادى جبريل، فينادي في أهل السماء، أن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض ). 

  2. أن يرزقه الله اللين والرفق في القول والفعل فعن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق ).


  1. وكذلك من علامات حب الله للعبد توفيقه للقرب منه أكثر وأكثر وأن يحفظ عليه جوارحه من الوقوع فيما حرم، ففي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( يقول الله تعالى : ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، ولئن سألتي لأعطينه، ولئن استعاذ بي لأعِيذنه).


وفي النهاية لا شيء أنفع للعبد من رضا ربه عليه ولو حُرم العبد التوفيق من الله في طاعته لكان ذلك أشد ابتلاءًا عليه من جميع مصائب الدنيا مجتمعة. فاللهم لا تحرمنا طاعتك وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادك يا رب العالمين.


فاطمه السيد محفوظ
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -